تخطى إلى المحتوى

الإعجاز العلمي للسنة في الحبة السوداء 2024.

  • بواسطة
الحبة السوداء Nigella sativa
أسماء متواترة منها الكراوية السوداء, الكمن السود, الحبة السوداء, كاز, شونيز, كالاجاجى.
الموطن الأصلي: تمثل آسيا الصغرى الموطن الطبيعي لنباتات أنواع هذا الجنس لوجودها على مساحات واسعة في كل من سوريا والعراق وبعض المناطق الأخرى لحوض البحر المتوسط, ثم انتشرت زراعتها فى المناطق المعتدلة لكل من أفريقيا و أمريكا. وأهم البلدان المنتجة هي الولايات المتحدة الأمريكية, الهند, باكستان, إيران, العراق, سوريا, مصر.
التركيب الكيميائي لبذور الحبة السوداء: لقد أظهرت دراسة التركيب الكيميائي للبذور السورية والمصرية ما يلي: عن (رامز محمود محمد عام 2024 م )

لقد سجلت دراسة العناصر المعدنية للبذور السورية والمصرية المعدلات التالية (ميلليجرام/ 100 جرام):

و أظهرت البذور السورية والمصرية المحتويات التالية من الأحماض الأمينية (جرام / 100 جرام مطحون الحبة):

أما الأحماض الدهنية فقد وجدت في كل من البذور السورية والمصرية كما يلي:

الدهون المستخلصة من بذور الحبة السوداء السورية:

الحبة السوداء في الطب النبوي:
إن الإسلام رغب بالعلم النافع, وأبان أن العلم لا يقف عند حد, والإنسان مخاطب بقول الحق " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا " ( سورة طه: 114 ).
ومنبها بقوله تبارك وتعالى " وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً " ( سورة الإسراء: 85 ).
وقد نبه المبعوث رحمة للعالمين بالرجوع في التداوي إلى أهل الخبرة وحذر المدعين في قوله صلى الله عليه وسلم " من طبب ولم يعلم منه الطب قبل ذلك فهو ضامن " رواه ابو داود والنسائي والبيهقي والحاكم. وقد أشار المصطفى صلى الله عليه وسلم أن لكل داء دواء علمه الطبيب أو جهله يستثنى من ذلك الموت والهرم.

صورة لزهرة الحبة السوداء

عن أسامة بن شريك الثعلبي قال: ( كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله أنتداوى ؟ فقال: " نعم يا عباد الله تداوو فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد" فقالوا: ما هو ؟ قال " الهرم " رواه الإمام أحمد في مسنده و أصحاب السنن الأربعة: ( الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة).
وقال عليه السلام: " لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء بريء بإذن الله عز وجل" رواه احمد والإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه.
ثبت في الصحيحين من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا (السام) والسام: الموت.
كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام. قلت وما السام؟ قال الموت.
وفي رواية لمسلم: ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء. أختلف علماء المسلمين الأوائل في تفسير هذه الأحاديث بناء على معلومات عصرهم: فقال فريق منهم: أن العموم غير مراد وإنما يراد به الخصوص.
فقال المناوي فإن فيها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة ولكن لا تستعمل في داء صرفاً، بل تارة تستعمل مفردة وتارة مركبة بحسب ما يقتضيه المرض. وقال الحافظ ابن حجر: (ويؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفاً, بل ربما استعملت مفردة, و ربما استعملت مركبة, وربما استعملت مسحوقة وغير مسحوقة, وربما استعملت أكلاً وشرباً وسعوطاً وضماداً وغير ذلك. وقيل إن قوله " كل داء " تقديره يقبل العلاج بها فإنها تنفع من الأمراض الباردة, وأما الأمراض الحارة فلا). فتح الباري (10 / 144).
وورد في الصحيحين من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام " والسام هو الموت. ولقد جاء عن الحبة السوداء في كتب بعض الأطباء المسلمين وغيرهم أن استخدموها في علاج كثير من الأمراض ومنهم على سبيل المثال ابن البيطار, والملك المظفر يوسف بن عمر بن علي رسول الغساني التركماني " أعظم ملوك الدولة الرسولية التي حكمت اليمن من 626 هـ إلى 803 هـ وكذلك ابن جزله البغدادي، وداود الأنطاكي, وأحمد بن الجزار القيرواني, وابن قيم الجوزية. ولقد ظهرت في دول أمريكا وأروبا وروسيا مستشفيات لاقت رواجا وأثبتت نجاحها بسبب اعتمادها على العلاج بالأعشاب, وكذلك ينتشر هذا العلاج في دول مثل رومانيا وأوروبا بشكل واسع.

الآثار العلاجية للحبة السوداء:
1- آثارها على الجهاز التنفسي: لقد دلت التجارب على أن مادة النيجيللون المستخلصة من الحبة السوداء تحمي من انقباض الشعب الهوائية الذي يحدث نتيجة لمادة الهستامين, كما أنه واق من حساسية الصدر " الربو الشعبي " والنوبات والزكام ونزلات البرد والعطس المتكرر " حساسية الأنف " وأكدت الدراسات Gomaa, et al. and Houghton et al., 1995 أن لزيت الحبة السوداء دورا فعالا وقيمة عالية في علاج ضيق التنفس.
2- آثارها على ديدان البطن: أظهرت الدراسات التجريبية الحديثة تأثير زيت الحبة السوداء القاتل لأنواع الديدان المختلفة حيث يسبب شللا للديدان الأرضية والشريطية والخطافية, بل يقتلها في زمن أقل مما تحدثه الأدوية الأخرى فضلا عن أنه يقلل عدد البويضات بعد العلاج دون أي آثار جانبية, كما أسفرت التجارب على أن المستخلص الكحولي لزيت الحبة السوداء يعالج ديدان الهينموليبس نانا وطفيل الجيارديا ومعروف أن هذا المرض يصيب الأطفال والكبار ويسبب آلاما في البطن وإسهالا حادا وخصوصا عند الأطفال, كما يؤثر على عملية امتصاص الغذاء في الإثنى عشر مما يؤثر على نمو الأطفال. هذا ولزيت الحبة السوداء آثار وقائية من العدوى بالجيارديا نتيجة لتأثيره المنشط للجهاز المناعي كما أنه له تأثير على جميع مراحل العدوى بالبلهارسيا وأنه يقتلها بسرعة كما يقتل طفيل النوكسوبلازما المعروف عل أنه أحد الأسباب لحدوث الإجهاض المتكرر عند السيدات.
3- تأثيرها على الميكروبات والفطريات: كشفت الدراسات الحديثة أن لزيت الحبة السوداء نفس تأثير البنسلين والاسترببتومايسين على نمو البكتريا. ومن المدهش أن له تأثير على ميكروب الكوليرا يفوق تأثير الاستربتومايسين, كما أنه يوقف نمو الفطريات وخصوصا فطر الاسبرجيليس وهو أحد الأسباب لحساسية الصدر والالتهابات الشعبية الرئوية كما وجد أنه يقتل أنواع البكتريا التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والجهاز الهضمي والبولي, ويفيد أيضا في علاج الالتهابات الموضعية والأذن الخارجية والتهاب الجيوب الأنفية المزمنة.
وجد الباحثون (( Toppozada et. al. & Agarwal et al., 1963 أن لزيت حبة السوداء تأثير قوي ضد البكتريا وكذا بعض الكائنات الدقيقة, كما أن مركبات نشطة منها استخدمت بنجاح في معالجة التهاب الأذن وآلام الفك العلوي. نشرت مجلة أثنو الدوائية في عدد سبتمبر 1991 Ethnopnormacol بحث حول التأثير المضاد لبذور الحبة السوداء للميكروبات وقد أظهرت النتائج المتحصل عليها أن لمستخلص البذور تأثيرا مثبطا لنمو الجراثيم الموجبة لجرام وكذلك الجراثيم السالبة لجرام.
4- تأثيرها على إفراز اللبن: أوضحت البحوث الحديثة أن الحبة السوداء تدر اللبن والطمث والبول فضلا عن أنها تزيد من حجم أنسجة الثدي للأمهات المرضعات, حيث كانت النتائج شبيهة بالتغييرات التي أحدثها هرمون الأستروجين مع ملاحظة عدم وجود التأثيرات الأنثوية الأخرى التي يحدثها هرمون الأستروجين.
5- تأثيرها على الكبد والمرارة: نشرت مجلة الأثنو الدوائية في عدد فبراير 2024 Ethnopnormacol بحثا حول زيت الحبة السوداء على تليف الكبد الذي يحدث نتيجة الإصابة بالبلهارسيا المعوية في الفئران وقد اظهرت نتائج الدراسة أن للزيت تأثير إيجابي على خلايا الكبد ويعزى ذلك إلى تأثير الزيت على أجهزة المناعة وإلى التأثير المضاد للأكسدة. بينت التجارب أن زيت الحبة السوداء له تأثير على إفراز مادة الصفراء من الكبد ودفعها عبر القنوات المرارية, فقد وجد أن الزيت المتطاير من الحبة السوداء يقلل من انقباض أوعية القلب مما يقلل من التوتر ( Tahir et al., 1993 ) وأن مسحوقها يساهم في خفض السكر في الدم.
6- تأثيرها على الأورام: أشارت البحوث إلى أن الحبة السوداء تخفض نسبة الإصابة بسرطان الجلد بمقدار 33 % والأورام لأنها تؤثر على مستوى الأحماض النووية. وأنها أفضل من العلاج الكيماوي الذي يسبب تثبيطا لنخاع العظام وبالتالي ينخفض عدد كريات الدم الحمراء والهيموجلوبين في الدم, بل أن الحبة السوداء تمنع التأثيرات الجانبية للعلاج الكيماوي. وفي دراسات أخرى عن تأثير الحبة السوداء ومشتقاتها تلاحظ أنه تخفض من حمض البوليك الذي يسبب مرض النقرس زد على ذلك زيتها يزيل التهابات المفاصل وإذا استعمل كمرهم يدهن به فإنه يزيل آلام المفاصل, كما أنه يخفض ضغط الدم, وهو أيضا مضاد لتقلص العضلات الملساء اللاإرادية, ومسحوق الحبة السوداء يزيد من سيولة الدم لاحتوائه على مادتين من الكوماريبات وهو مجموعة دوائية من أصل نباتي تمنع فيتامين " ك " من تكوين عناصر التجلط في الكبد.
7- الحبة السوداء والمخبوزات: تستعمل بذور الحبة السوداء كمحسن لطعم المأكولات إذ تضاف للخبز والحلبة المطحونة حيث أنها تعطى صفات جيدة للخبز من حيث المظهر الخارجي والداخلي والقوام. أظهرت نتائج أبحاث عون وآخرون عام 2024 م حول تأثير إضافة زيت الحبة السوداء أثناء إعداد وإنتاج بعض المخبوزات تحسين الصفات الكيميائية والغذائية لهذه المخبوزات, كما أنها تسبب في إعاقة نمو بعض الفطريات والخمائر وبالتالي إطالة فترة التخزين مما يسهم في رفع نسبة البروتين لهذه المخبوزات.
وقد تمكن الباحث من استخلاص خمسة من مضادات الأكسدة من بذور الحبة السوداء وقد تبين أن الزيوت العطرية ذات نشاط قوى كمضاد لأكسدة الزيوت مقارنة بمستخلص الميثانول..
حيث وجد أن مستخلص الحبة السوداء له تأثير ملحوظ فى حماية الزيت من عمليات الأكسدة مماثل لمضادات الأكسدة الصناعية أو أكثر منها نشاطا, وعلى ذلك يمكن استخدام الحبة السوداء ضمن المكونات الطبيعية للأغذية والتي لا يوجد لها أي تأثير سام كمضاد طبيعي لحماية الأغذية من الأكسدة.
8- تأثير الحبة السوداء على جهاز المناعة: تشير الدراسات والأبحاث العلمية أن للحبة السوداء أثر منشط على وظائف المناعة وهذا الأثر المنشط ظهر في تحسين فاعلية الخلايا القاتلة الطبيعية وهذه النتائج يمكن أن يكون لها أهمية علاجية كبيرة في الوقاية من الإصابة بالسرطان وفيروسات الكبد والحالات المرضية المرتبطة بقصور في جهاز المناعة، ونعرض هنا بشيء من الإيجاز فكرة مبسطة عن هذا الجهاز نظراً لأهميته بالنسبة للإنسان.
الجهاز المناعي The Immune system: وظيفة الجهاز المناعي الرئيسية هي التعرف على ما هو غريب عن الجسم ويشن هجوما للقضاء عليها حيث يتعرض الإنسان عن طريق الجلد أو مجارى التنفس أو عن طريق الجهاز البولى أو القناة الهضمية إلى أنواع عديدة من الميكروبات الضارة مثل البكتريا والفطريات والفيروسات والطفيليات.
وقد تبين أن من فوائد الحبة السوداء تأثيرها التصحيحي على خلايا T. Helper cells إلى خلايا T. cells وذلك في حالة المرضى الذين يعانون من نقص في المناعة حيث تحسنت حالتهم. كما وجد سالم وآخرون 1995 م أن ليس هناك تغير واضح في مستويات بروتين المناعة نوع ( ج ) Immunoglobulin G على عشرين مريض ولكنه وجد أن هناك زيادة واضحة في نسبة الخلايا اللميفاوية القاتلة الطبيعية بالنسبة للعدد الكلي للخلايا اللميفاوية.
أما أبحاث الدكتور احمد القاضي & وقنديل فقد أوضحت أن الحبة السوداء تقوي جهاز المناعة في الجسم وتحسن وظائف هذا النظام, وذلك بما ثبت من تحسن نسبة المساعد إلى المعوق في خلايا ت ( ت4: ت8 ) و في تحسن النشاط الوظيفي لخلايا القاتل الطبيعي.
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في الحبة السوداء شفاء من كل داء, ووردت كلمة شفاء غير معرفة بالألف واللام وبالتالي يمكن أن نقول أن في الحبة السوداء نسبة من الشفاء في كل داء. وحيث أن جهاز المناعة هو الجهاز الوحيد الذي يملك تقديم شفاء من كل داء – على وجه الحقيقة واليقين – بما يحويه من نظام المناعة النوعية أو المكتسبة التي تحمى الجسم من الطفيليات والمسببات المرضية التي تهاجمه وتغزوه.
وقد ثبت أن الحبة السوداء تنشط المناعة النوعية أو المكتسبة ؛ برفعها نسبة الخلايا المساعدة والخلايا الكابحة وخلايا القاتل الطبيعي – كلها خلايا ليمفاوية في غاية التخصص والدقة – لما يقرب من 75 % في بحث القاضي، وبما أكدته الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية لهذه الحقيقة؛ حيث تحسنت الخلايا الليمفاوية المساعدة وخلايا البلعمة, وازداد مركب الأنترفيرون, وتحسنت المناعة الخلوية, وانعكس ذلك التحسن في جهاز المناعة على التأثير المدمر لمستخلص الحبة السوداء على الخلايا السرطانية وبعض الفيروسات, وتحسن آثار الإصابة بديدان البلهارسيا. لذلك فإن في الحبة السوداء شفاء من كل داء لإصلاحها وتقويتها جهاز المناعة وهو الجهاز الذي فيه شفاء من كل داء, ويتعامل مع كل مسببات الأمراض, ويملك تقديم الشفاء الكامل أو بعضه لكل الأمراض.
وهكذا تجلت الحقيقة العلمية في هذه الأحاديث الشريفة والتي ما كان لأحد من البشر أن يدركها فضلا عن أن يقولها ويحدث الناس بها منذ أربعة عشر قرنا إلا نبي مرسل من الله, يتلقى معلوماته من العليم بأسرار خلقه.
وصدق القائل: " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى " (النجم: 3- 4 ).
ويجب أن يعرف المريض الجرعة الملائمة لمرضه, وأقصى كمية يمكن أن يتناولها, وأن يعرف أفضل طريقة للاستفادة منها ؛ مفردة أو مركبة مجروشة أو صحيحة وذلك بإشراف طبيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.