تخطى إلى المحتوى

الأسرة وأبعاد التنشئة الاجتماعية 2024.

  • بواسطة
الأسرة وأبعاد التنشئة الاجتماعية إعداد الدكتورة :مزوز بركو

2) الأسرة: الأسرة هي أهم مؤسسة اجتماعية وعليها يقوم المجتمع المتماسك والأسرة، بأنواعها، متأثرة أشد التأثير بالتغيرات التي يعرفها المجتمع سواء على الأصعدة الثقافية ، الاجتماعية، الاقتصادية أو السياسية .
2-1)أنواع الأسرة: توجد أنواع شتى من الأسر كأسرة التوجيه وأسرة الإنجاب والأسرة النووية والأسرة الممتدة (العائلة) والأسرة الزوجية…وغيرها.
أ) الأسرة النووية: تتكون من الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين، ويمكن أن يقيم أحد القارب فيها كالأخت والأخ أو أحد الوالدين.
ب)الأسرة الممتدة:تتكون من الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين والأولاد وزوجاتهم وأبنائهم والأقارب الآخرون كالعم والعمة والابنة الأرملة..وهؤلاء يقيمون في نفس المسكن تحت رئاسة الأب أو كبير العائلة (الجد) وتسمى أيضا أسرة متصلة".
ج) أسرة التوجيه: المرحلة الأولى من تكوين الأسرة النووية حيث تضم في الأول الأب والأم والأولاد (ذكور وإناث) غير المتزوجين.
د)أسرة الإنجاب: إذا تزوج الابن وكون أسرة نووية جديدة تسمى عندئذ الأسرة الأولى أسرة الإنجاب.
ه)أسرة زوجية : تتكون من الأب والأم وأولادهما الذكور والإناث غير المتزوجين و لا يقيم أي قريب فيها.
و)أسرة الوصاية: يكون أعضاء الأسرة أوصياء على اسم الأسرة وأملاكها ونسبها.
و) الأسرة المنزلية:هذا النوع مشتق من أسرة الوصاية وهنا تزداد سلطة الدولة وتقل سلطة الأسرة.
ي)الأسرة الذرية :تتناقص سلطة الأسرة إلى حد التلاشي والزوال وتحل محلها سلطة الدولة، وهذه الأخيرة أي الدولة تصبح تلعب دور المنظم للأفراد.وهذه الأصناف الثلاثة الأخيرة ذكرها زيمرمان (Zimmerman) في كتابه (العائلة والحضارة).
2-2) وظائف الأسرة: لقد بينت الدراسات الإجتماعية أن وظائف الأسرة تتلخص في المهام الخمسة الآتية :
– الإنجاب والتفاعل الوجداني بين أفراد الأسرة.
-الحماية الجسدية لأفراد الأسرة.
-إعطاء مكانة اجتماعية للكبار والصغار.
-التنشئة الاجتماعية.
-الضبط الاجتماعي.
ويشير وليام أجبرون(W ogburn )إلى 6 وظائف للأسرة هي:
-الوظيفة الاقتصادية تستهلك الأسرة ما كانت تنتجه.
-الوظيفة الاجتماعية: يستمد الأفراد مكانتهم الاجتماعية تبعا لمكانة أسرهم في المجتمع.
-الوظيفة التعليمية: كانت الأسرة تعلم أفرادها حرفة وصنعة أو أي مهنة أخرى.
-الوظيفة الوقائية: تلعب الأسرة دور في الحماية الجسدية والاقتصادية والنفسية.
-الوظيفة الدينية: كالصلاة وقراءة الكتب الدينية وممارسة العبادات.
-وظيفة التسلية: تلعب الأسرة دور ترفيهي كبير ولقد أخطر وليام أجبرون أن فقدان الأسرة لهذه الوظائف هو الذي فككها وحللها، ولم تمر فكرة أجبرون هذه بسلام بل لاقت اعتراضا وانتقادا كبيرين خاصة من علماء الاتجاه البنيوي الوظيفي، والأسرة التي تفقد بعض أو كل وظائفها، تملك حرية أكثر في تبني وظائف أخرى، إن تحرر الأسرة من الأعمال العديدة التي كانت تقوم بها جعلها قادرة على أداء الأعمال المتبقية لها بطريقة أكثر نجاحا، ومهما يكن تلعب الأسرة ثلاث وظائف هامة: -التنشئة الاجتماعية.-الضبط الاجتماعي.-إشباع الحاجات : الأمن، السعادة، الحب،…الخ.
أ)الأسرة والتنشئة الاجتماعية : إن أهم وظيفة تقوم بها الأسرة هي وظيفة تربية الأطفال وتهذيبهم.ولا تقوم التربية على عاتق الأم فقط بل تقوم على كاهل الأب أيضا والتربية سلوك معتدل لا افراط فيه ولا تفريط ، فلا تخنق إرادة الأطفال ولا تكبت رغباتهم وحاجاتهم، ولا يترك لهم الحبل فيختلط على الأولياء، فيما بعد الحابل والنابل.ولقد تحدث رسول الله –ص- عن الأهمية الكبرى لدور الأسرة في التربية فقال: " كل مولود يولد على الفطرة وإنما ابواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " . وتغرس الأسرة في أطفالها قيم الحب والتعاون والخير وتطلعهم على تاريخهم وثقافتهم ودينهم ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
ب) الأسرة والضبط الإجتماعي:يرى حسن الساعاتي أن الأسرة هي المؤسسة الأولى في التعامل مع الفرد في المراحل الأولى من حياته، تجعلها الأكثر تأثيرا كبيرا في حياته، فالأسرة تقوم بتربية وإرشاد طفلها وضبط سلوكه في تفاعله مع الآخرين.فالأب هو المسئول الأول عن ضبط سلوك أطفاله ومن جهتها تقوم الأم بإرشاد بناتها وتوجيههن وتربيتهن ويستخدم الأولياء عدة وسائل لضبط سلوك أبنائهم وهذه الوسائل هي :
– عاطفة الحب: التي يبديها الوالدان، خاصة الأم، للأطفال، فيتعلمون الطاعة ويتعودون على أخلاق أوليائهم، لأن الطاعة مكافأة والمعصية عقاب.
-الحساسية الإجتماعية تجاه الآخرين : أن يعمل الطفل على احترام الآخرين وتقديره لهم حتى يجد منهم الإعتراف بحسن خلقه ونبل طبعه وطيب معشره.
-القدوة والأسوة الحسنة: لا يستطيع الأولياء دعوة الأبناء إلى اتباع نمط معين من السلوك ينهونهم عنه إذا لم يرى الأبناء ذلك في سلوك أوليائهم، فهم قدوتهم ومثالهم ومحط تقمصهم.
– التبكير في عملية الضبط الأسري: كلما ضبط سلوك الأبناء مبكرا كلما كان ذلك ناجعا لأن الأطفال في سن مبكر كالصفحة البيضاء يكتب عليها الأولياء كما يشاؤون.
-محبة الله والخوف منه: يجتهد الأولياء في تثقيف أولادهم دينيا ، لأن العلاقة مع الله هي التي تجعل من الأطفال أسوياء نفسيا واجتماعيا، إن الإسلام دين التوازن والاتزان، وهو معيار السواء.
-القانون: تعريف الأولاد بوجود القانون في كل شيء وأن الفرد مطالب باحترام قواعد مقننة ومتفق عليها، وهي تهدف إلى تنظيم العلاقات والتفاعلات وحفظ الأفراد والممتلكات.
ج) الأسرة وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية:الأسرة هي التي تشبع حاجات أطفالها البيولوجية والنفسية والاجتماعية. فالحاجات البيولوجية أو الفيزيولوجية فهي الشرب والأكل والنوم وأما الحاجات النفسية فهي توفير الأمن للأطفال وذلك بسلوك الأولياء المعتدل والمتفهم فلا إهمال ولا تسلط ولا نبذ للأطفال، وعلى الأولياء أن يظهروا حبهم لأطفالهم واهتمامهم بسعادتهم واحترام إنسانيتهم وأن لا يفرض الأب رأيه على طفله وعليه أن يوجهه بلطف، وتدريب الطفل على الاعتماد على نفسه وتنمية قدراته.أما الحاجات الاجتماعية فهي تنشئة الطفل على احترام قيم وقواعد وثقافة مجتمعه وتعليمه أبجديات التفاعل والاتصال الفعال مع الآخرين، وتعريفه دوره ومكانته داخل جماعته الصغرى (الأسرة والمدرسة،…إلخ) وجماعته الكبرى (المجتمع).

جزاك الله خيرا على الموضوع …. حياكم الله في المنتدى وننتظر جديدكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.