شعر الفصحـى
نور الهدى
محمــد أنت للدنيا الضــياء
وأنت الغـيث ترسـله السمـاءُ
حباك الله بالإسلام نوراً
وبالقرآن كان لك البقاءُ
أريج من سنا الرحمن يسري
فأحيا الكون وانقشع العناءُ
أتيت ولم تزل للخلق نوراً
ومن كفيك قد نبع السخاءُ
غدوت مرنماً في الكون لحناً
على وتر الهدى فشدا الثناءُ
وبالأخلاق قد شيدت صرحـاً
وفي عينيك قـد سكن الحيـاءُ
بعثت هدايـــة للنـاس لما
تفشى الجهل وانتشـر الغبـاءُ
وجاسوا في دروب الجهل حتى
تلاشـى العقل واختنق الضيـاءُ
أحالوا الصخرة الصماء دينـاً
فخار الحـق وانهدم البنــاءُ
وموسى يحتوي التوراة خوفـاً
وعيسى كـاد يقتله البـكــاءُ
وتنعي الكعبـة الغراء قومـاً
شريعتهـم تهدهدها النســاءُ
وكان السيف وجهتهـم لتبقى
به الأنعام تحكمهـا الدمــاءُ
وكان الظلم معقلهـم نهـاراً
وفي غسق الدجى يعلو الغنـاءُ
فما في القلب غير الظلم يعوي
وبات العقـل يصفعـه العـراءُ
الى أن أظهر الرحمن شمسـاً
ليشرق نور أحمـد والسنـاءُ
وقد أبدى بك الرحمن فجـراً
بمكـة بعد أن عـم البـلاءُ
ولدت مطهراً والحق يسـري
على أهداب عينك والذكـاءُ
وقد غنت بك البطحاء لحنـاً
أنار الروض فاهتز اللحـاءُ
وكنت الصادق المصدوق قولاً
وأحيا الكون وجهك إذ يضـاءُ
نشأت ولم تكن للناس صنـوا
وكان القلـب يشغله النقـاءُ
وقبل الوحي لم تـعبد سـواه
ولم يمسسك من زيف هراءُ
عبدت الله فالأنوار تسـري
الى الـعليا فتبتسم السمـاء
بشارات النبوة قد توالـت
فجاء الوحي وانحسم القضـاءُ
فحال الغار أنوارا تهادت
على عينيك وانكشف الغطـاءُ
وبان اللؤلؤ المكنون علمـا
بصدرك إذ دنا منه اصطفـاءُ
فهيا وانثر الإسـلام عطراً
على وجه السمـاء كما تشـاءُ
دعوت القوم للإسـلام دينا
وأخلاقـا يهدهدها ارتقــاءُ
حملت أمانة الإرشاد هديـا
وكنت محـمداً نعم الفـداءُ
ورمت هـداية للنـاس حتى
غدوت ولم يزل منك الـدواءُ
تولوا من سنا الإسلام جهلاً
وقد عرفوا الحقيقة إذ أسـاءوا
وساقوا الزيف بهتاناً وظلما
وهز كيـانـهم منك الصفـاءُ
وسرت مؤيدا بالحق روحـا
ولم تيأس ويثنـيك العنـاءُ
وللقرآن قد تاقـت نـفوس
من الكفار إذ راحـوا وجاءوا
ولكن قد أبوا للنور نشـرا
فجهل النفـس يدفعه الشقـاء
وعاثوا في ركاب الخير ظلما
فسار الركب تحمـله السمـاء
خرجت مهاجرا والحق يعلو
بـأمر الله فازدهرت قبــاءُ
وظل الكفر بالأحقاد يغلـي
بصوت الحق واندحر الدهـاءُ
ولم تجزع لأمـر الله حتى
وصلت إلى المدينة فالغنـاءُ
تراقصت المدينة إذ توالـى
عليها النور وانبعث النقــاءُ
وقد أسست قاعـدة ليحـيا
بها الإسـلام يحفظه الإخـاءُ
فحالت دولة الإسـلام كونـاً
دعامته السماحـة والعطـاءُ
فهيـا يـا بلال الفجر هيـا
وأذن للصـلاة كـما تشـاءُ
أرح قلب النبي بما ارتضـاه
إلـه العرش إذ يعلو النـداءُ
وسار الركب بالأخلاق يدعو
علانيـة إذ انمحـق الخفـاءُ
ولم تحمل سيوف الحـق إلا
دفاعاً منك يحفظـه الوفـاءُ
فيالك يا محـمد من إمـام
نصرت ولم يكن منك اعتداءُ
نشرت الحق بالحسنى فهامت
طيور الروض يحدوها الهناءُ
شأوت الرسل بالأخلاق نهراً
ففاض الخير وانتشر النمـاءُ
وسل بدراً عن الكفار ولوَّا
فهاج السيف والتهب الجفـاءُ
محقت عداوة الكفار نصـراً
وكان جزاؤهم نعم الجـزاءُ
توالى النصر والإسلام يزهو
وشق المجد دربـك والبهـاءُ
ونادت مكة الإسـلام إنـي
أروم الفتح فليمض الرجـاءُ
فجاء الفتح بالقرآن بشـرى
وقد هزّ السمـا منك الدعاءُ
وبيت الله قد أبدى ابتهـالاً
فنور محـمد منه الكسـاءُ
فيا من أ سس البنيان شرعاً
فعاد الأمن يسبقـه الـولاءُ
دفعت الشر بالحسنى بيانـاً
بجود منك يسكبه الصـفاءُ
وقد حفظ الإله بك البرايـا
فكنت ولم تزل نعم الشفـاءُ
فشمسك أ شرقت نوراً وعلماً
ونور الشمس للدنيـا وقـاء
وعشت مرددا بالنور ذكـراً
وقرآنـا به الدنيا تضـاء
أصاب لله بالمختار أرضـا
فأينع زهرها وعلاه مـاء
لك التاريخ قد أبدى امتنانا
وما للحق في الدنيا انقضاء
وقد عرف الحقيقة من تولى
بزعم مـا نجا منه ادعـاء
فذرهم يلعقون الكفر سمـا
فسب محـمد في القلب داء
فعيسى في عقيدتنا رسـول
وموسى في شريعتنا لـواء
ومهما تفعلوا فالنور يعـلو
وما للزيف في الدنيا بقـاء
فنور محمد في القلب يسري
ويزهو كلما احتدم اللقـاء
ونحن _ المسلمين _ وقد وقفنا
ولن يعلو حضارتنا افتـراء
أريج محـمد في الكون يبقى
وبعد الجدب ينهمر الشتـاء
( القصيده مسجله بتاريخ 8/7/20176 برقم 2063 )
الاسم: محمد عبدالله الخولي
تاريخ الميلاد: 18 / 12/1979
الجنسيه: مصري
الوظيفه: مدرس اللغة العربية بمدرسة محمد الفاتح
محل الاقامه: دولة الامارات العربية المتحدة _ الشارقة
ص.ب:3429
البريد الالكتروني:shaermasr@yahoo.com
هاتف:00971507267406