فما رأي الدين في مجاراة مثل هذا التقليد ، وتكدير الناس بأخبار غير صحيحة ، وإن كان مقصود منها الدعابة والمزاح ، فهل يجوز مثل هذا العمل شرعاً ؟
الكذب خلقٌ سيئ ، ورذيلة من أعظم الرذائل التي يراها الشرع الإسلامي مجافية للإيمان ، ويعتبرها إحدى آيات النفاق ، ولم يجز الشرع الكذب إلا في حالات معينة، وليس منها الكذب للمداعبة .
– بل حذر النبي من الكذب لإضحاك القوم ، فقال ( ويلٌ للذي يُحَدِّث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ، ويلٌ له ، ويلٌ له ….) " رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي " .
– وفي حديث آخر قال ( لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة ، والمراء " الجدل " وإن كان صادقاً ) " رواه أحمد والطبراني ) ، كما جاء في أكثر من حديث نبوي يحذر المسلم من ترويع أخيه وإزعاجه ، جاداً أو مازحاً .
– واعتبر النبي أن من أكبر الخيانة أن تكذب على من يثق بك ، ويصغي إليك بأذنه وقلبه ، وأنت تكذب عليه يقول : ( كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو به مصدق وأنت له به كاذب ) " رواه أحمد والطبراني " .
وبهذا يتبين لنا أن الكذب حرام بوجهٍ عام ، وخاصة بهذه المناسبة من جهات أربع :-
1- حرمة الكذب ذاته ، الذي نهى عنه القرآن والسنة .
2- ما وراءه من ترويع إنسان ، وإدخال الفزع والكدر عليه ساعة من الزمن ، وربما على أسرته معه ، بغير مسوغ ولا حاجه .
3- ما فيه من خيانة لإنسان هو لك مصدِّق ، وأنت له كاذب ,
4- مجاراة عادة سخيفة ، وإشاعة تقليد باطل لم ينبت في أرضنا ، ولم ينشأ في بيئتنا الإسلامية ، فهو تشبه بغير المسلمين فيما يعد من رذائلهم ، وسخف أعمالهم .
والخلاصة أن الكذب حرام في كل يوم ، وتزداد حرمته في ذلك الشهر خاصة لما ذكرنا من اعتبارات ، فلا يليق بمسلم المساعدة على ترويج هذا الزور .
الإجابة للشيخ / يوسف القرضاوي
من مجلة المجتمع / العدد 1395-6محرم 1421هـ
لكن العضو يشارك و يحط موضوع مثل العسل
لذلك يستحق كل منهما التقدير و الشكر و كل الاحترام
وجزاك الله خيرا
وعلى فكرة استوت فيني الحركة ..ربيعاتي يقولون لي كلام يسم البدن وبعدين ..
جذبــــــــــــــة ابريل ..هههه